الأربعاء، 17 يونيو 2009

وجوه مألوفة




لفتوا ناظري ..
بين الذاهبين والعائدين ..

يوميا أجلس في المنتصف .. على هذا المقعد أنتظر المترو ..
وأنظر للجهتين ..
أتأمل في وجوه الجميع ..

هؤلاء يعبرون الشارع بحذر ..
وهذا يشير للحافلة ..
وهذه تعدو لتركب الحافلة التي تنتظرها ..

وهذا الرجل يرتدي قميصا وبنطالا نظيفين ..
يحمل كيسا .. يسير بطول شريط المترو ويجمع القمامة الملقاة ..
أحيانا يتبدل الرجل بامرأة ترتدي جلبابا أسود ..

وجوه أصبحت مألوفة ..

بالإضافة لرفاق المترو ..

سيدة في بداية الأربعين .. ترتدي نفس الجلباب يوميا ..
وتغطي رأسها بملفحة بنية اللون ..
وتنتعل حذاء لا أتبين لونه الأصلي لإتساخه الشديد .. أظنه خاص بالعمل ..

أخرى منتقبة .. تحمل في يدها شنطة يد .
بدأت مؤخرا تجبرنا على الإستماع للأغاني والمقاطع المحملة على هاتفها المحمول ..

رجل أسمر يرتدي منظار .. يبدو لي في الأربعينات..

سيدة في الأربعينيات .. ترتدي منظار أيضا ..
وجل ملابسها بنطال على بلوزة .. لم أرها يوما ما ترتدي تنورة ..

وفي إحدى المحطات .. يصعد ..
يبدو لي شابا في الثلاثينات ..
ضخم الجثة .. ولكن تبدوا على ملامحه براءة الأطفال ..

ولكنهما من لفتوا نظري أكثر بين هؤلاء ..

كنت أراه بصفة دائمه وهو يعبر الطريق أو يقف منتظرا الحافلة ..
ولا أعلم من أين يأتي ..

رأيته اليوم يهبط من الحافلة من الجهة الأخرى
ويعبر الطريق للجهة المقابلة .. ينتظر !

هو اسمر اللون .. دقيق الملامح ..
مبتورة قدمه اليسرى !!

يرتدي قميص رمادي اللون .. بنطال كحلي ..
وعلى رأسه طاقية بيضاء ..

وينتعل في قدمه اليمنى نعل رمادي اللون ..
وبالرغم من ذلك ، تعلو وجهه ابتسامة رضا .. رائعة ..


الأخر ..

رجل .. في نهاية الخمسينات أو أكبر ..
يبدو أنه مريض .. يمشي كالطفل الصغير الذي يتعلم المشي ..
يجلس في المقعد جانبي .. في الإنتظار ..

كنت أشك أنه لا يرى .. لكن شكوكي زالت اليوم ..
دوما كان يحمل كيسا من البلاستيك ..

اليوم رأيت محتويات هذا الكيس .. ليس عن عمد !
به مجموعة من الجرائد .. وكيسا أخر به طعامه ..

رأيته يخرج جريدة ويقرأها ..
تعجبت وابتسمت ..

أخيرا .. جاء المترو

أغلقت الكتاب في يدي .. وصعدت ..





هناك تعليقان (2):

السيد الرئيس يقول...

السلام عليكم
اسمحي لي أعبر عن رأيي في النص
النص قائم أساسا على التقاط التفاصيل الحياتية اليومية مع النظر لها برؤية فلسفية أعمق , التفاصيل التي نمر عليها يوميا ببساطة, الرجل مقطوع الساق, المرأة والرجل والآخرون, كل واحد منهم يحوي خلفه قصة ما وحياة كاملة,لكننا نختزل حياتهم في نظراتنا العابرة , تهائني يا بيسان, فقط قليل من احتراف السرد وستصبحين أكثر من رائعة

بيسان يقول...

وعليكم السلام
أعرف أن نظرتي لهم كانت مجرد نظرة سطحية ، فأنا لم أحاول التعمق .. أو حقيقة لا أعرف كيف أتعمق .. ولكن سأحاول المرات القادمة إن شاء الله ..

شكرا لك سيدي الرئيس :)
أسعدني مرورك